الاستخفاف ونظرية النصف دينار

كثيراً ما نجد أحد ما يستخف بقدرات الناس بل بقدراتنا نحن أيضاً , وهذا يدفع المُستخف به إلى الإحباط والإنزواء بعيداً عن الألسن السليطة التي لا ترحم , أو يهدر المُستخف به الكثير من الوقت في الشرح والتبرير لما يقوم به , أو بتوضيح أكثر لربما لرسالته الواضحة , ولكن على الأغلب لا يُقابل بالإقتناع أو حتى التفاهم , لأن المستخفين بالناس من صفاتهم عدم الإقتناع , لأنهم أساساً يبنون صورة مسبقة في أذهانهم للأشخاص الذين يستخفونهم , ولعل ما يجب تذكره في هذا السياق استخفاف معلمي  "أينشتاين" بعقليته وعدم ترشيحه لدخول الجامعة !
ولكن "أينشتاين" أثبت فيما بعد أن هؤلاء لايدركون مدى عبقريته .

فقبل أن تتهم أحد وتشير إليه باصبعك , تذكر :


أن اصبع واحد يشير للشخص الذي تتهمه وثلاثة أصابع يشيرون عليك !

نظرية النصف دينار !

منذ فترة قرأت قصة تحت مسمى "الطفل والحلاق" وكيف يقوم هذا الحلاق بالاستخفاف بعقلية هذا الطفل , وأسرد عليكم هذه القصة والتي أُسميها " نظرية النصف دينار "


كان الحلاق يحلق لأحد الزبائن , وإذ بطفل يدخل صالون الحلاقة , وما أن دخل حتى همس الحلاق للزبون قائلاً : هذا أغبى طفل رأيته في حياتي , الآن سأثبت لك ذلك .
أخرج الحلاق من جيبه دينار ونصف , ووضع الدينار في يد والنصف دينار في يده الثانية , ونادى للطفل وقال : ماذا تختار النصف دينار أم الدينار ؟
فقال الطفل : أختار النصف دينار .
فضحك الحلاق ضحكة طويلة , وقال للطفل : خذ ما طلبت - أي النصف دينار - .
أخذ الطفل النصف دينار وخرج من صالون الحلاقة فرحاً , فقال الحلاق للزبون ألم أقل لك أنه أغبى طفل رأيته في حياتي !
كل يوم أقوم بذلك مع هذا الطفل ويختار النصف دينار !
خرج الزبون من صالون الحلاقة بعدما انهى الحلاق مهمته , وفي طريقه وجد الطفل يخرج من أحد محلات البوظة , فاستوقف الطفل وقال له أريد أن أسألك سؤال , فقال الطفل له اسأل .
فقال : لماذا تختار النصف دينار ولا تختار الدينار كاملاً ؟
ابتسم الطفل ورد عليه :
أنا لا أريد أن تنتهي هذه اللعبة ! فلو اخترت الدينار سوف يتوقف الحلاق عن مناداتي للإختيار وبذلك لن أنال بعدها لا الدينار ولا نصفه.

نعم هكذا هي اللعبة , في الوقت الذي تستخف بأحد ما , لربما يكون هو المستفيد الأكبر وأنت المستخف به دون أن تدري , لذا علينا قبل أن نحكم على أحد أن ندرك إطاره المرجعي على الأقل من حيث التعليم والمعتقدات والبيئة المحيطة به والخبرات التي يمتلكها , وفي حقيقة الأمر أنا أعزو أغلب عمليات الاستخفاف بالناس إلى أثر الهالة - سأتحدث عن هذا الأثر في موضوع لاحق إن شاء الله - والذي يعني بالمختصر الحكم على الشخص بناء على موقف واحد , أي دون معرفه شموليه عن هذا الشخص .

وعلينا أن نتذكر أن مخترع المصباح "توماس إديسون" حينما دخل المدرسة اتهمه الناظر أنه طفل بليد ومتخلف عقلياً !
ولكن عبقرية  "توماس إديسون" أذهلت العالم !

إلى هنا , وتحياتي لكم .
,,,,,,,,,,
كونوا بخير \
أبو قصي


هناك تعليقان (2):

  1. كلام رووووووووووعه

    شكرا جزيلا أحمد

    تحياتي لكم

    ،،،

    ردحذف
  2. محمد عبد اللطيف : وجودك هو الأروع , كن بخير .

    ردحذف

كافة الحقوق محفوظة 2012 © site.com مدونة إسم المدونة