لماذا لا يفهمونا ؟

حينما يُدلي أحد ما برأيه ربما يكون كارثة بالنسبة لك , لأن رأيه لا يوافق وجهة نظرك , ولكن لما لا تسأل نفسك , ما السبب الذي يجعل رأيه بهذا الاتجاه ؟



على الأغلب أنت لا تسأل نفسك هذا السؤال , لأنك تعتقد أنك تخاطب شخص من نفس الزاوية التي ينظر من خلالها إلى الموضوع , وأنه يخاطبك وفق رؤيتك للموضوع ويعارضك في الاتجاه , ولذا ! أسرد عليكم قصة القبطان مشهور .


خرج القبطان مشهور من ميناء المدينة لرحلة عسكرية طويلة , وبعدما قضى هذه الرحلة وأثناء عودته , كان يقف في غرفة المراقبة ويستمتع بسماع صوت البحر , كان ينظر إلى النجوم ويتأمل ! .
وفجأة نظر أمامه وإذا بضوء قوي أمامه , تابع القبطان مشهور هذا الضوء ووجد وكأنه يتجه صوب سفينته , أدرك الخطر وعلى الفور نادى لغرفة الاتصال اللاسلكي بالاتصال بهذه السفينة التي توشك أن تضرب بهم , فقال لوحدة الاتصال أن تبلغ السفينة المقابلة أنها تسير على مسارهم وعليها أن تستدير 30 درجة , وبالفعل أرسل فريق الاتصال هذه الرسالة إلى السفينة المقابلة , ولكن أتى الرد الغريب والذي قيل فيه " نحن لا نستطيع أن نستدير , استدير أنت يا قبطان مشهور للحفاظ على سفينتك " وصل هذا الرد إلى القبطان مشهور فقال ارسلوا لهم أنني لن أستدير وأن عليهم أن يستديروا بسرعة , وبشأن سفينتي فأنا أهتم بها فهذا ليس من شأنهم , وبعد قليل وصل الرد من السفينة المقابلة " لماذا لا تستدير أنت يا قبطان مشهور ؟ لماذا لا تتفادى التصادم والكارثة ؟ لماذا تصر على الجدل ؟ " وصل هذا الرد إلى القبطان مشهور فشاط غضبه وقال ابعثوا لهم رسالة بأن عليهم أن يستديروا وإلا قصفتهم بالصواريخ ! , فجاء الرد بعد لحظات والذي فيه " يا قبطان مشهور لماذا تصر على عنادك ؟ نحن حقل بترول عائم ولا يمكننا الحركة والتزحزح من مكاننا , احترس من التصادم "


وطبعاً اصطدمت السفينة بالحقل البترولي !
نتيجة عناد القبطان مشهور .

لهذا علينا أن نعكس عنوان الموضوع " لماذا لا يفهونا ؟ " إلى " لماذا لا نفهمهم ؟ "
لماذا نعتقد أن الذي أمامنا لديه الصفات والخصائص والإمكانيات التي لدينا ؟
علينا أن ندرك من أي زاوية يتحدث الشخص المقابل وما إطاره المرجعي " التعليم , الدين , البيئة المحيطة , الخبرات ..... إلخ " حتى نتصور كيف تبلور رأيه ومن أين نبعت فكرته , وحتى نحدثه ونقرب له رأينا من الزاوية التي يتحدث منها .

,,,,,,,,,,
كونوا بخير \
أبو قصي

هناك 4 تعليقات:

  1. مصطفى العقاد5 أبريل 2011 في 12:17 ص

    هل برأيك أن قبطان سفينة فلسطين سيفهم أن عقيدتنا لايمكن أن نزحزها ويجب على الجميع أن يستدير نحوا هدف واحد ليخرجو بنا الا بر الأمان انا أعتقد أن مصيرنا هوا مصير القبطان مشهور- أعجبني طرحك أخي الغالي ابو قصي

    ردحذف
  2. العزيز مصطفى العقاد : لو نظرت بتعمق إلى الإطار المرجعي الذي يحوي ثقافة هذه القيادة , سترى أن هذه القيادة من الممكن أن تفعل ما هو أسوأ مما تفعله الآن , أنا قرأت معظم الإتفاقيات السياسية والإقتصادية لهذه القيادة , ووجدت أنها للأسف مخزية جداً لأنها فاقت السوء الذي كنت أعتقده حيالها , بل أنني مللت من قراءتها لأنها تكرر نفسها !
    أخي مصطفى العقاد : يشرفني حضروك إلى هذا المنزل الذي لا يحلو إلا بوجودك .
    كن بخير .

    ردحذف
  3. بجد كلام روووعه

    رد علي الموضوع مو علي التعليقات

    تحياتي لكم

    ،،،

    ردحذف
  4. العزيز محمد عبد اللطيف : أشكر لك تواجدك المتواصل , كن بخير .

    ردحذف

كافة الحقوق محفوظة 2012 © site.com مدونة إسم المدونة